الثلاثاء، 1 يونيو 2010

البطاقه الذكيه بفضل تعاظم تطبيقاتها المستقبلية فإن حواسيب الجيب تغزو الأسواق رويدا رويدا


البطاقات الذكية(1)
بفضل تعاظم تطبيقاتها المستقبلية فإن
حواسيب الجيب تغزو الأسواق رويدا رويدا.


تقدمت ثورة أشباه الموصلات (النواقل) كثيرا إلى درجة أن القدرة الحاسوبية، التي كانت ذات مرة تتطلب أجهزة تَشْغل غرفة بكاملها، صارت الآن تضيع في جيب اعتيادي بين قطع النقد المعدنية والمفاتيح وحبات السكاكر. وهكذا استُعملت في فرنسا وفي بعض البلدان الأوروبية الأخرى منذ أكثر من عشر سنوات بطاقات ائتمان «ذكية» تحمل شيپات chips دقيقة، حيث يحلُّ محل (أو يكمّل) الشريط المغنطيسي المكود الموجود في الوجه الخلفي للبطاقة، مجموعةٌ من التماسات العيارية standardized contact على الوجه الأمامي لها. وعلى الرغم من تأخر الولايات المتحدة الأمريكية في مجال استعمال هذه التقانة فإن ظهور سلسلة من البرامج الرائدة يمكن أن يغير سريعا هذه الحال. وإذا عاب بعض الناقدين على البطاقات الذكية بأنها تقانة تبحث دائما عن تطبيقات ذات شأن، فإن التجارب المختلفة لبلدان عديدة بيّنت أن منافذ البطاقات الذكية هي أكثر تعقيدا.


كانت أتلانتا في ولاية جيورجيا الأمريكية هي أكبر موضع تجريبي للبطاقات الذكية في الولايات المتحدة، فقد بيع أكثر من مليون بطاقة إبان الألعاب الأولمبية لعام 1996. حيث كان ممكنا استعمال البطاقات في مراكز الألعاب الأولمبية وفي المطاعم والمخازن المنتشرة في المدينة، كما تقبل بوابات منظومات قطارات الأنفاق هذه البطاقات.

ومما يدعو للعجب أن سياسة الاتصالات كانت أحد المؤثرات الرئيسية في تطوير البطاقات الذكية. ففي الولايات المتحدة، حيث تكلفة الاتصالات الهاتفية رخيصة كما أن وصل جهاز قارئ reader للشريط المغنطيسي بخط هاتفي أمر سهل، فإن ميزة البطاقات الذكية في التقليل من فرص الاحتيال لا تبرر التكلفة الإضافية لاستعمالها. وبدلا من ذلك، يمكن للتجار الاتصال بقاعدة مركزية للبيانات والتأكد من صلاحية البطاقة المغنطيسية قبل الانتهاء من إجراء صفقة تجارية. وفي المقابل، فإن الاتصالات الهاتفية في أوروبا عموما أكثر تكلفة، كما يصعب ربط أدوات مزوّدة بموديمات (مضمنات ـ كاشفات) modems بالخطوط الهاتفية. لذا كانت مسألة الأمن عاملا حاسما في استعمال البطاقات الذكية.

وعلى سبيل المثال، تحوَّل الفرنسيون خلال الثمانينات إلى البطاقات الذكية بسبب الارتفاع غير المقبول والمتزايد لمعدلات الاحتيال. فباستعمال البطاقات الذكية لم يعد التجار بحاجة إلى استجواب آني لقواعد البيانات المركزية، بل صار بإمكانهم الاعتماد على أرقام التعريف (الهوية) الشخصية personal identification numbers للتأكد ببساطة من مُلكية البطاقة من خلال المطابقة بين أرقام التعريف الشخصية المقدمة من العميل (الزبون) وبين ما هو مسجّل على البطاقة نفسها. إضافة إلى ذلك، تقاوم الشيپّات التلاعب أكثر من الشرائط المغنطيسية التي تمكّن من الكتابة عليها وقراءتها بوساطة أجهزة متوافرة بسهولة. ويُستعمل حاليا ما يزيد على عشرين مليون بطاقة ذكية في فرنسا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق