الثلاثاء، 1 يونيو 2010

البطاقه الذكيه في الاتصالات الشخصيه







الاتصالات الشخصية
إذا كانت تكاليف الاتصالات اللازمة للتأكد من الصفقات المجراة بوساطة بطاقات الائتمان قد أدت دورا
حاسما في تاريخ البطاقات الذكية، فربما كان من الملائم أن يكون أحد أكثر الاستعمالات المبتكرة للبطاقة الذكية هو في لب الجيل الجديد من الاتصالات النقّالة. إنّ المنظومة العالمية للاتصالات النقّالة Global System of Mobile Communications (أو GSM) هي توصيف تقني للهاتف الخلوي الرقمي، حيث يملك نحو عشرة ملايين شخص أجهزة هاتف نقّال، كما توجد خدمات للهواتف النقّالة أو أنها قيد الإنشاء في خمسة وثمانين بلدا. يصمّم كل جهاز من هذه الأجهزة بحيث يقبل بطاقة ذكية تحمل معلومات عن رقم هاتف صاحب البطاقة وعن مجموعة الخدمات التي يمكنه الاستفادة منها. وهكذا يمكن لموظف سويسري مسافر إلى بلجيكا مثلاً أن ينتزع بطاقته الذكية من جهازه (السويسري) ويضعها في جهاز مستَأْجَر أو مستعار أثناء وجوده في بلجيكا. وعندما يتصل شخص بهذا الرقم ستعيّن منظومة المقسم الهاتفي آليا موضع الجهاز ببطاقته الذكية في أيّ موضع من العالم وستصل المكالمة إليه. إضافة إلى ذلك، تستطيع البطاقة الذكية تعمية الإرسال بحيث تمنع التنصُّت العَرَضي على المكالمة والمحتمل مع الأشكال الأخرى للهواتف الخلوية.

وكما هي الحال في تطبيقات البطاقات الذكية الأخرى، مازالت الولايات المتحدة متخلّفة عن العديد من الأمم الأخرى في خدمات المنظومة العالمية للاتصالات النقالة. وثمة برامج رائدة في هذا المجال. وتعمل المنظومات GSM التي تركَّب في الولايات المتحدة عند التردد 1.9 گيگاهرتز بدلاً من التردد 1.8 گيگاهرتز المستعمل في أنحاء أخرى من العالم، كما أنّها تستخدم تقانتين متنافستين وغير متوافقتين. وبالنتيجة لن يكون بالإمكان استعمال هذه الأجهزة خارج نطاقها المحلي، أما البطاقات الذكية العاملة فيها فتبقى صالحة في أيّ مكان من العالم.

البطاقات التي تعرفك
إذا كان بوسع البطاقات الذكية تقديم الهوية الشخصية لجهاز إلكتروني فلِمَ لا يمكنها أن تكون أداة مضمونة ومعتمدة للتعريف بين الأشخاص أيضا؟ يمكن أن تحمل البطاقات الذكية معلومات أكبر من المعلومات التي يحملها المستطيل الورقي أو البلاستيكي المستعمل في تراخيص قيادة السيارات أو بطاقات التأمين أو الأنواع الأخرى للتعريف بالهوية، وربما كان بإمكان البطاقات الذكية حمل هذه المعلومات بصورة آمنة أكثر.

غالباً ما تحمل بطاقات الهوية الشخصية (المدنية) صورة وتوقيعا بحيث يمكن للجهات المسؤولة التأكد من أنَّ حامل البطاقة هو صاحبها فعلاً. يمكن للبطاقات الذكية خزن أرقام التعرف الشخصية لزيادة الأمن، كما يمكنها إضافة سجل للتطابقات الحيوية الذاتية الأخرى، مثل نبرة (طابع) الصوت والبصمات ومسح لشبكية العين وقزحيتها، أو أنماط من التوقيع. وعند تقديم بطاقة تحمل نمطا مرجعيا من هذا القبيل يمكن للحواسيب أن تحدد بدقة فائقة درجة تطابق حاملها مع ذلك النمط. وقد اختبرت إدارة الجمارك الهولندية منظومة لتسريع تدقيق الجوازات في المطار لكثيري السفر: إذ يضع الشخص إصبعه على صفيحة زجاجية بحيث تلتقط آلة تصوير ڤيديوية صورة بصماته، ثمّ يقارن حاسوب الصورة الڤيديوية بصورة هذه البصمات المخزّنة في البطاقة الذكية. ومع وجود مُعيّرة (طبعة) template من البصمة في البطاقة الذكية لا تكون هناك حاجة إلى الاتصال بقاعدة بيانات مركزية للتأكد من هوية الشخص.

ولكن تقنيات المطابقة هذه مازالت غير دقيقة، فعلى الرغم من عمل البطاقات الذكية على نحو جيد فإن الخوارزميات اللازمة لاشتقاق ومقارنة الأنماط الحيوية الذاتية لاتزال غير دقيقة. إضافة إلى ذلك يجب أن يقرّر المصممون فيما إذا كانوا مهتمين أكثر بنبذ (رفض) المحتالين أم بالتأكد من كون حاملي البطاقات الشرعيين سيُقبلون دائمًا، فليس من المحتمل أن تلقى البطاقة قبولاً واسعا من العامة إذا عرّضت حاملها إلى ملابسة في تعيين هويته ولو لمرة واحدة في السنة.

هذه الاعتبارات وأخرى غيرها، تُظهر لنا أنّ البطاقات الذكية بلغت طورا أوليا من النضج التقاني، فلم تعد سعتها هي العامل الذي يحدُّ من استعمالها في مختلف المنظومات، بل إنّ مستقبل هذه البطاقات أصبح معتمدا على تصميم البرمجيات وعلى المسائل الاقتصادية والقانونية والخصوصية الفردية، وأيضا على قبول المستهلك وعلى مجموعة اعتبارات شخصية






المصدر: مجلة العلوم:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق